جدول المحتويات
يودع الله في نفس كل شخص الرحمة والإحسان في التعامل مع الآخرين، ويحضنا في كتابه الكريم وسنة نبيّه العظيم على كل عملٍ وقول فيه رأفة ورحمة ومغفرة للآخرين، ولعل التسامح من القيم العظيمة التي يتعامل بها الإنسان مع الآخرين للحفاظ على العلاقات وتقوية الروابط.
ما هو التسامح
التسامح في اللّغة هو الصفح والغفران، وفي السلوك هو التماس العذر للآخر عند ارتكاب الخطأ بحق الآخرين، وذلك ليس من باب ذل أو ضعف إنما من باب الفطنة والحكمة والوعي، والتسامح بمعناه الديني هو خُلق نبوي إسلامي أوصى الله، ومن بعده نبيه صلوات الله وسلامه عليه باتباعه لما له من فضائل، حيث يغفر المسلم لأخيه ما اقترفه ويتناساه تشبهًا بالرسول الأعظم وطمعًا بمغفرة الله وبعدًا عن الخلافات والتشتت والفرقة.
فضل التسامح
فيما يلي بعضًا من فضائل التسامح:[1]
- الحفاظ على العلاقات والروابط وردع البغضاء والعداوة لقول الله تعالى: “ولا تَستوي الحسَنة ولا السّيئة ادفعْ بالّتي هي أحسنُ فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌ حميمٌ”.[2]
- ينال المسامح قسطًا كبيرًا من السعادة والتوفيق في الحياة بدلالة وصف الله -عز وجل- للمسامحين في قوله: “وما يُلَقّاها إلا الّذين صبروا وما يُلَقّاها إلا ذو حظٍّ عَظيم”.[3]
- كسب الأجر العظيم، وحب الله لقوله تعالى: “فمن عَفا وأصلَح فأجرُه على الله”[4] وقوله -عز وجل- في كتابه الحكيم: “فاعفُ عنهُم واصفَحْ إنَّ الله يحبُّ المحسِنِين”.[5]
- إحساس المخطئ بالندم على ما اقترفه من ذنب وعودته إلى طريق الصواب والحق والهداية.
- نشر المحبة والتآخي والمودة بين الناس، والحد من انتشار الفوضى والسلوك السيئ في المجتمع.
أنواع التسامح
فيما يلي أهم مظاهر وأنواع التسامح:[6]
- التسامح الديني: ويقصد به تقبل الأديان والمذاهب الأخرى وعدم الخوض بالسوء في معتقداتهم وشعائرهم واحترام طريقتهم في التقرب إلى الله.
- التسامح العرقي: وفيه قبول الآخرين من أي عرق كانوا أو لون أو انتماء، فكل البشر أمام الخالق سواسية، ما يرتفع أحدهم إلّا بحسن عبادته وعمله.
- التسامح الفكري: وهو التحلي بالحكمة والعقل في تقبّل الرأي الآخر والنقد البناء وطرق التحليل الفكري والمنطقي لكل فرد بعيدًا عن التعصب.
- التسامح الثقافي: وفيه احترام لثقافة وعادات الشعوب وخلق بيئة حوارية لإيجاد أوجه التقارب، واعتبار الاختلاف خصوصية يجب احترامها.
- التسامح السياسي: وفيه الابتعاد عن التعصب لجهة أو رأي سياسي دون الآخر، واعتماد مبدأ تقبل الغير من منطلق حرية الرأي والمعتقد السياسي.
