جعل الله -سبحانه وتعالى- الحياة دار فناء للإنسان يخلق فيها، ويعيش ما قدر الله من عمره ثم يتوفى، وشرع الله في الدين الإسلامي أسس وكيفية الصلاة على الميت، كما ذكرها النبي المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه- بما روي عنه من أحاديث شريفة على اختلاف مكان إقامة الصلاة.
كيفية الصلاة على الميت في المسجد
فيما يلي طريقة إقامة الصلاة على الميت في رحاب المسجد:[3]
- توضع جنازة الميت بين الإمام في المسجد والقبلة.
- يستقبل الإمام ومن خلفه القبلة، ثم ينوي الإمام، ومن خلفه من المسلمين الصلاة على جنازة الميت.
- يقف الإمام حذاء رأس الميت إن كان الميت رجلًا وحذاء وسطه إن كان الميت امرأة.
- ثم يكبر الإمام أربعة تكبيرات، ويكبر المسلمون من خلفه، فيما أجازت بعض المذاهب الإسلامية زيادة عدد التكبيرات إن كان الميت من الناس الصالحين أو العلماء، أما التكبيرات الأربع، فتكون وفق التالي:
- يكبر التكبيرة الأولى ومن ثم يقرأ بعدها سورة الفاتحة.
- يكبر التكبيرة الثانية، ثم يصلي على النبي المصطفى الصلوات الإبراهيمية:
- “اللَّهم صلِّ على مُحمدٍ، وعلى آل مُحمد، كما صَلَّيت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنِّك حميدٌ مجيد، اللَّهم بارك على مُحمدٍ، وعلى آل مُحمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدُ مجيد”.
- يكبر التكبيرة الثالثة، ثم يدعي للميت بما ورد من أدعية عن الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن، وفضل العلماء قراءة الدعاء المأثور “اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان”[1] وإذا كان الميت رجلًا فالأفضل الدعاء له بما ذكر عن النبي المصطفى “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله -وإن كانت عنده زوجة- يقول وزوجًا خير من زوجه، اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وافسح له في قبره ونور له فيه، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده واغفر لنا وله”[2] وإن كانت امرأة دعي بنفس الدعاء، ولكن يُقال اللهم “اغفر لها وارحمها”، أما إن كان المتوفى من الأطفال والمجانين، فهؤلاء لا ذنب لهم بعد لذا أوصى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الدعاء لهم بالتالي “اللهم اجعله لنا فَرَطًا، واجعله لنا أجرًا وذخرًا، واجعله لنا شافعًا ومشفّعًا”
- يكبر التكبيرة الرابعة؛ ومن ثم يسلم الإمام ومن خلفه من المسلمين، وأما التسليم فذهبت بعض المذاهب إلى أنه يكون بتسليم واحد فقط، فيما أجازت مذاهب أخرى مثل المذهب الشافعي اتباع التكبيرة الرابعة بتسليمين.
حكم الصلاة على الميت في المسجد
ذهب جمهور العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية إلى اعتبار الصلاة على جنازة الميت سواء في المسجد، أو في أي موضع آخر بأنه فرض كفاية، أي أن قيام أحد المسلمين أو بعض منهم بالصلاة على الميت يسقط الذنب والإثم عن غيره، فيما فضل الدين الإسلامي أن تكون الصلاة على الميت في جماعة وكثرة من العدد لما لها من فضل وأجر وثواب عند الخالق -عز وجل-.
المراجع
- ^ رواه ابو هريرة في صحيح ابن ماجه، رقم الحديث أو الصفحة 1226
- ^ رواه عوف بن مالك الأشجعي في كتاب صحيح مسلم، رقم الحديث أو الصفحة 963
- ^ islamweb.net، كيف تصلى صلاة الجنازة؟، 22/09/2024