جدول المحتويات
يعتبر الحفاظ على العلاقات والروابط من القيم الهامة في الدين الإسلامي ومختلف الشرائع السماوية، إلى جانب تقبل الآخر من عادات وتقاليد وأفكار وغيرها، ومن هذا المنطلق يجب على الشخص معرفة ما هو التسامح والالتزام بما يتطلبه من سلامة الفكر والهدوء والحلم.
مفهوم التسامح
إن التسامح من الأخلاقيات البناءة في المجتمع، والذي يرتبط مفهومه بالنظر إلى الآخرين بعين الرحمة والتقبل لا التعصب والتشدد، وكذلك احترام آراء الآخرين وغفر زلاتهم وسوء أفعالهم، ونظرًا لمكانة التسامح الكبيرة في بناء المجتمع، فقد حرص الإسلام على حض المسلمين أجمع على الاتصاف به، وذكر الله في محكم كتابه فضل وثواب المحسنين حيث قال: “لِلَّذينَ أَحسَنُوا الْحُسنَى وزِيَادةٌ وَلا يَرْهَقُ وجُوهَهُمْ قَتَرٌ ولَا ذِلَّةٌ أُولَئِك أَصحابُ الجَنَّةِ هُمْ فيها خَالِدُون”[1]، والتسامح من صفات الحبيب المصطفى صلوات الله عليه، لذا وجب على المسلمين التحلي به اقتداءً برسول الله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
أنواع التسامح
فيما يلي بعض من أنواع التسامح:[2]
- تسامح الشخص مع المذاهب والمعتقدات الأخرى أو ما يسمى التسامح الديني، والذي يضفي على المجتمعات بيئة من التعايش والتآخي في ظل احترام التنوع الديني.
- تسامح الفرد مع أفراد الأقوام والشعوب الأخرى، وذلك من منطلق الخلق الواحد للإنسان حيث قال الله تعالى: “يَا أَيُّها النَّاس إِنَّا خلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنثَى وجَعلْنَاكُمْ شُعوبًا وَقَبَائلَ لِتَعَارَفُوا إنّ أَكْرَمَكُم عندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنّ اللَّهَ علِيمٌ خبِيرٌ”.[3]
- التسامح مع الأشخاص من العروق أو الألوان الأخرى والذي يعرف بالتسامح العرقي، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا فَضْلَ لعربِيّ على عَجَميّ، ولَا لعجَمِيّ على عَرَبيّ، ولا لأَبيَضَ على أَسوَدَ، ولا لِأَسوَدَ علَى أَبيضَ إلَّا بِالتَّقْوى، النّاسُ مِن آدم، وآدمُ مِن ترابٍ”.[4]
- التسامح مع فكر وثقافة الآخرين وتقبل آراءهم وتفهم حريتهم في إبداء وجهات النظر وفق تحليلهم للأمر، أو ما يعرف بالتسامح الفكري والثقافي.
- التسامح اتجاه الأفكار والمواقف السياسية للآخرين، أو ما يعرف بالتسامح السياسي.