جدول المحتويات
تحمل آيات القرآن الكريم في طياتها الكثير من العبر والمبادئ وأسس الدين الإسلامي الصحيح، والتي يجب على المسلم اتباعها، كما تتناول صفات كل من المؤمنين والكافرين والأفعال الخاصة بكل منهم وعواقبها يوم الحساب، وفي ذلك بيان وهداية لكل مؤمن بالله وردع لكل ما يدعو للكفر والطغيان.
سورة الماعون
تعد سورة الماعون إحدى السور القصار التي تضمنها القرآن الكريم، وتعتبر من السور المكية، ونزلت بعد سورة التكاثر، أما ترتيبها في المصحف الكريم فهو 107، وتتألف من سبع آيات، أما نصها فهو:
“أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ◇ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ◇ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ◇ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ◇ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ◇ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ◇ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ “.[1]
تفسير سورة الماعون للأطفال
فيما يلي تفسير آيات سورة الماعون بالتفصيل للأطفال:[2]
- الآية الأولى: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ”.
التفسير: تقوم هذه الآية على الاستفهام والتعجب، وتحمل سؤال للنبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- هل رأيت أولئك الأشخاص الذين يكذبون ويشككون بقيام الساعة وبوجود يوم للحساب ومجازاة كل إنسان بما عمل، أما السؤال في هذه الآية، فيدل على التعجب من سلوك الكافرين وأفكارهم التي تنفي وتنكر أن في نهاية الخلق يوماً للحساب يلتقي فيه الخالق -عز وجل- بجميع خلقه ويدخل المؤمنون منهم جنته، وينزل بالكافرين به والمنكرين لعبادته العذاب في نار جهنم.
- الآية الثانية: “فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ”.
التفسير: تتضمن هذه الآية إحدى الصفات التي يحملها الكافرون وهي دفع حقوق اليتامى أو بمعنى آخر سلبهم حقوقهم عنوة وظلمًا ومنعهم من الحصول على مستحقاتهم من الإرث وسواها، وكذلك إيقاع العذاب والظلم فيهم ومعاملتهم بقسوة وعنف، وهذه التصرفات من الأفعال المذمومة والمحرمة في الدين الإسلامي حيث أوصانا الله -عز وجل- يكفل اليتيم وإيتائه جميع حقوقه والإحسان إليه.
- الآية الثالثة: “وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”.
التفسير: وفي هذه الآية صفة أخرى للشخص الكافر وهو التمنع عن تقديم الطعام والشراب والحاجات للأناس المساكين وعدم تشجيع ودفع غيرهم من الناس لمساعدة هؤلاء الناس، وكذلك عدم دفع المال وإنفاقه في أعمال الخير، وفي هذا مخالفة كبيرة لأمر الله وإثم عظيم، حيث أوصى الله -عز وجل- بالمسكين وأمر المسلم الحق بالمعاملة الحسنة مع هؤلاء الناس والإخراج من المال والرزق والخير لهم ومساعدتهم قدر الإمكان في حياتهم.
- الآيتين الرابعة والخامسة: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ◇ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.
التفسير: توجه الله -عز وجل- في هذه الآية لفئة أخرى من الناس وهم المنافقون الذين يدعون الإيمان بالله -عز وجل- ولكن داخلهم غير ذلك، ولعل الله -سبحانه وتعالى- تناول صفة من صفات هؤلاء الناس وهي صلاتهم مع المسلمين دون إخلاص والتزام بمبادئ وآداب الصلاة وبشكل مخالف لما أمر الله -عز وجل- به، هؤلاء جعل الله حسابهم في الآخرة عسيرًا، ووصفهم الله -سبحانه وتعالى- بالمصلين ليس لجمعهم في فئة المصلين الخاشعين من المسلمين إنما تقليلًا؛ مما يقومون به من عبادة دون إيمان وإخلاص.
- الآية السادسة: “الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ”.
التفسير: أي أن هؤلاء المنافقين لا يقصدون في صلاتهم رضا الله -عز وجل- وإقامة أمره وعبادته الحق، بل هم يقومون بها لإيهام الناس بإسلامهم ومظاهرة الناس بها والرياء دون حسن نية أو إخلاص في العبادة، وهذا مخالف لصفات المسلم الحق الذي يقيم صلاته احتسابًا لله -عز وجل- وقصدًا لرضاه وإقامة ما فرضه من عبادة ورغبة في دخول الجنة.
- الآية السابعة: “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ”.
التفسير: يتناول الله -عز وجل- في هذه الآية المنافقين والمزيد من صفاتهم حيث إنهم شديدو البخل في العطاء والزكاة وإخراج المال للفقراء والمساكين حتى وإن كانوا في وسع من الرزق، ويملكون ما يزيد عن حاجتهم، أما الماعون فيحمل معنى الإناء أو القدر وذكره هنا دلالة على شدة البخل والحرص للمنافقين حيث يمتنعون حتى عن إعارة القدر للمحتاج له، ولو لم يكن في ذلك خسارة أو فقد، والغرض من ذكر الله هذه الصفة للمنافقين هو حثّ المؤمنين والمسلمين الحق على الدفع بالخير والزكاة للفقراء وإعطائهم من المال والرزق ما يكفيهم في حياتهم دون حاجة الآخرين، والله ولي رزق كل مؤمن ووعد -سبحانه وتعالى- المتصدقين بسعة في الخير والرزق وجزاء حسن في الدنيا ويوم الدين.
المراجع
- ^ سورة الماعون، الآيات من 1 إلى 7
- ^ m.youtube.com، تفسير سورة الماعون للأطفال، 20/09/2024