تعد صلاة الضحى من الصلوات المأثورة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وترتبط بالكثير من الثواب، ونظرٍا لكبر فضل صلاة الضحى كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يحرصون على إقامتها، ويختارون الأوقات الأكثر أجرًا وفق ما أوصى به الرسول الأكرم.
وقت صلاة الضحى
يبدأ وقت إقامة صلاة الضحى مع ارتفاع الشمس بمقدار رمح، أي بعد شروقها بخمس عشرة دقيقة، أما نهاية وقتها فهو قبيل زوال الشمس بربع ساعة، وأفضل أوقات إقامتها هي عند اشتداد الحر، حيث قال الصحابي زيد بن أرقم في ذلك عندما رأى قومًا يُصلّون من الضّحى: “أما لقد علموا أن الصّلاة في غير هذه السّاعة أفضل، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صلّاة الأوابين حين ترمض الفصال”،[1] ومعنى ترمض الفصال هو تحترق أخفاف الإبل من شدة حر الرمل، أي إشارة إلى أن أفضل أوقاتها هو وقت اشتداد وقوة الحر خلال النهار.
حكم صلاة الضحى
إن صلاة الضحى سنة نبوية مؤكدة، وليست من الصلوات المفروضة وفق اتفاق مختلف المذاهب والعلماء، وقد ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث الخاصة بفضل وأجر صلاة الضحى، ومنها حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “يُصبح على كُل سلامَى من أحدكُم صدقَة، فَكلّ تسبيحَة صدَقة، وكلّ تَحميدةٍ صدَقة، وكُل تهليلَةٍ صَدقة، وكُلّ تكْبيرةٍ صدقَة، وأمرٌ بالمعروفِ صدَقة، ونهيٌ عن المنكرِ صدقَة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهُما من الضُّحى”.[2]
كيف تؤدى صلاة الضحى
تُقام صلاة الضحى بركعتين في أقلِّها، فإن زاد المسلم في إقامتها فالأفضل أن يصلي كل ركعتين بسلام واحد لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلاة الليل والنهار مثنى مثنى”، ويجوز أن تُصلى شفعًا بأكثر من ركعتين، كأربع أو ست ركعات بسلام واحد، أما إقامة صلاة الضحى جماعة فهي جائزة، حيث روى ابن وهب عن مالك أنه لا بأس بأن يؤم النفر في النافلة، فأما أن يكون مشتهرًا ويجمع له الناس فلا”.[3]