موضوع تعبير عن حب الوطن

رغد منصور8 يونيو 2024آخر تحديث :
تعبير عن حب الوطن

كان الوطن منذ القدم مصدر الفخر لأبنائه وسبيلهم الأول في التضحية والبذل، والغالي فوق كل شيء، كما ضم التاريخ القديم والمعاصر العديد من الكتب والمؤلفات التي تتغنى بالوطن، وتعتز بالانتماء إليه وتذكر ملامح بطولية لأبنائه فداءً لعزته ومنعته.

مقدمة موضوع تعبير عن حب الوطن

يعتبر الوطن ملجأ الإنسان الأول، يعيش فيه منذ ولادته حتى يواري ثراه، يسير في أزقته، يلعب في حدائقه، ينهل العلم في مدارسه وجامعاته، ويأكل من خيراته، لذا كان الرابط بين الشخص ووطنه رابطًا روحيًا يزداد تأصله في جسده كلما طال به الأمد والعمر، ويبقى فيه حتى يعانق جسده تراب الوطن، فيختلط به كجزء لا ينفصل عنه.

تعبير عن حب الوطن

ومع مكانة الوطن الرفيعة في نفوس أبنائه، والغيرة التي يبدؤها اتجاه عز بلدهم وصون أرضه ورفع رايته، كان الوطن هو الحب الذي لا يضام في النفس، ولا يصفه الوصف، ولا تختصره أبيات شعر أو نثر أو كلمات، فالوطن أبجدية لا يفقه حروفها إلا من تعلق به قلبًا وروحًا وجسدًا وانتماءً، حتى أصبح تاريخ الشخص يُكتب باسم وطنه قبل اسمه.

حب الوطن فطرة في الإنسان

وإن عشق الوطن والانتماء إليه ليس شيئاً يكتسبه المرء خلال حياته فيه إنما حب فطري ينبت في قلبه منذ ظهوره الأول للحياة، ويزداد مع نظرته الأولى، وينضج عشقًا يومًا بعد يوم، حتى يصبح الوطن هو الهوية للمرء، فإن ما ارتحل كان نسبه الأول لوطنه، وإن ابتعد عنه ترك شيئًا من روحه فيه يؤلمه في غربته حنينًا وشوقًا.

حب الوطن لا حد له

وإن كان للحب حد في بعض مواضعه أو طريقة يعرف بها مقداره وحجمه، فإن حب الوطن فوق كل حد، حيث لا يمكن لمن هو الروح والحياة والهواء والماء والمسكن والمأمن أن يُقارن حبه بشيء، وإن كان للحب اختصار فالوطن هو الوحيد الذي يستحق جميع الحب، فكم شاعرًا قد ذاب عشقًا بوطنه فتغنى به، وكم دمًا طاهرًا سال فداءً لوطنٍ يغزونه الأعداء، وكم من ذي علم وضع كل علمه ومعرفته لخدمة وطنه، كل هذا ويبقى الوطن ذو الفضل الأكبر على كل من سكن فوق ترابه وعاش فيه.

كيف نعبر عن الحب للوطن

لا يتمثل حب الوطن بالأقوال والعبارات المؤثرة فحسب، بل يجب أن يكون مقرونًا بالعمل، فالوطن فوق كل شيء وواجب المرء اتجاهه أن يبذل طاقته وعلمه ومعرفته في سبيل رفعته وعزته وعلو اسمه بين الأمم، وأن يكون جاهزًا لتقديم الدم والروح في الذود عن حدوده وحفظ حريته وزيادة منعته، فالوطن غالي لا يغلو في سبيله شيء، فهو مهد الأجداد وتاريخ الآباء ومستقبل الأحفاد والأجيال القادمة.

حب الوطن في الإسلام

لم يجهل الإسلام مكانة الوطن والبلد، بل كان له مكانة رفيعة وعظيمة، وخير مثل ومنهج لنا نبي الله الأكرم محمد -صلوات الله وسلامه عليه- حين قال في مكانة مكة المكرمة وهي موطنه وبلده قبل هجرته إلى المدينة المنورة “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت”،[1] والتاريخ الإسلامي خير شاهد على عظمة المعارك والحروب التي خاضها المسلمون فداءً لتراب وطنهم وبلادهم، وما زالوا حتى وقتنا الحاضر يسطرون ملامح البطولة في البلاد العربية والإسلامية المحتلة.

حب الوطن في الأدب العربي

لم يكن الوطن مجرد فكرة للوصف أو المدح في الأدب العربي القديم والحديث، بل كان فخرًا للشاعر أو الأديب أن يتغنى ببلده، ويستذكر ما فيه، ويفخر بماضيه وحاضره، ويستجدي عزته ورفعته حتى أصبحت أشعارهم نشيدًا وطنيًا في العديد من الدول، ومن بين هؤلاء الشاعر أحمد شوقي وجبران خليل جبران وابن الرومي وغيرهم.

خاتمة موضوع تعبير عن حب الوطن

وإن كان حب الوطن شعورًا يسكن القلب والجوارح فلا بد أن يكون سعي كل مواطن وإنسان شريف إلى ما يعز وطنه، ويرفع قدره ويزيد من تطوره ونهضته، وإن كان الموت هو نهاية كل إنسان، فإن الوطن هو مبتدأ حياته، وفي ترابه تكون خاتمة الإنسان.

المراجع

  1. ^ رواه عبدالله بن عدي بن الحمراء في الاستذكار ، الصفحة أو الرقم 2/451
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة