جدول المحتويات
يحتار المسلم في كثيرٍ من أمور الحياة، ويجهل إن كانت خيرًا له أم شر، فيلجأ إلى صلاة الاستخارة، ويدعي الله فيها أن يلهمه الخير، ويدلّه على ما فيه صواب الأمر، وأما الاستخارة فسنةٌ عن النبي المصطفى، وأوردها عنه الصحابة الكرام ورواة الحديث، وأمهات المؤمنين، وذكروا الكثير من فضائلها.
طريقة صلاة الاستخارة للزواج
تُصلّى صلاة الاستخارة للزواج وغيره ركعتين، وبعد السلام يدعي المسلم أو المسلمة الدعاء المأثور عن النبي -صلوات الله وسلامه عليه-: “اللّهم إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتِك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، -أو قال: عاجل أمري وآجله-، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله-، فاصرفه عني، واصرفني عنه، وأقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به، قال: ويسمي حاجته أي يذكرها في دعائه بعد قوله “اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر””[1]، ومن سنن القراءة في ركعات الاستخارة قراءة الفاتحة وسورة الكافرين في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الثانية، وإنّ صلاة الاستخارة مستحبة في الأمور المعقود العزم عليها كالزواج والعمل وسواه، وغير مشرعة في الأمور المعلومة في وجوبها أو حرمتها أو كراهيتها أو استحبابها، ويمكن للمسلم الدعاء بدعاء الاستخارة دون صلاة.
أوقات صلاة الاستخارة للزواج
يمكن للمسلم إقامة صلاة الاستخارة في جميع الأوقات عدا أوقات الكراهية، وهي بعد صلاة الفجر وعقب صلاة العصر، وعند وقوع الشمس في وسط السماء، وذلك إذا رغب المسلم في إقامة ركعتي صلاة الاستخارة، أما إذا أراد الدعاء فقط بما أُثر من دعاء الاستخارة بعد إقامة صلاة الفجر والعصر، فقد أُجيز له ذلك، وتكون الاستخارة عند الإقرار بالرغبة والإرادة والهمّ بالعمل، سواء عند إقامته أو تركه، وليس لمعرفة وقت العمل، أو قبل القيام به، ففي مسائل الزواج تكون استخارة الفتاة بعد تقدم الخاطب لها، وذلك بغية معرفة خير هذه الخطوبة من شرها، ولا تكون الاستخارة قبل التقدم لها لمعرفة وقت الزواج وغيره.[2]
نتائج صلاة الاستخارة للزواج
أجمع جمهور العلماء أن إحساس المسلم أو المسلمة بالراحة وانشراح الصدر للزواج أو الأمر المراد العزم عليه بعد صلاة الاستخارة دليل على صحة الاختيار وصوابه وخيره، ويجب على المستخر اتباعه، فيما تعددت واختلفت الآراء عند عدم وجود هذا الشعور، فذهب رأي البعض إلى وجوب إعادة صلاة الاستخارة سبع مرات لما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: “يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه”،[3] وذهب الرأي الآخر إلى القيام بأحد الأمرين سواء قبول الزواج من الشخص أو رفضه، فعدم ظهور علامات الارتياح دليل أنه في كلا الأمرين الخير، وذكر القول الثالث قيام المستخير بما عزم عليه العمل عند الاستخارة.[2]
المراجع
- ^ رواه جابر بن عبدالله في صحيح النسائي للألباني، الصفحة أو الرقم 3253
- ^ islamweb.net، التفصيل في صلاة الاستخارة، 13/05/2024
- ^ رواه أنس بن مالك في السلسلة الضعيفة للألباني، الصفحة أو الرقم 6908