فرض الله تعالى في كتابه الكريم الصلاة ركن من أركان الإسلام، وخصّ في العديد من آيات الذكر الحكيم مُقيمها بالأجر العظيم، كما ذكر القرآن والسنة النبوية الشريفة فضل الصلوات وعواقب تركها وإهمالها بما فيها صلاة الفجر والضحى وقيام الليل.
ما هي صلاة الضحى
صلاة الضحى أو ما تسمى صلاة الأوابين هي سنة نبوية مؤكدة ومستحبة برأي جمهور الفقهاء، وقد تواترت العديد من الأحاديث النبوية أهميتها وفضلها، حيث روى الإمام مسلم عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- قال: “يُصبحُ على كُلّ سُلامى من أحَدكم صَدقة، فكلُّ تسبيحةٍ صدقة، وكل تَحميدةٍ صدقة، وكل تَهليلةٍ صَدقة، وكلّ تَكبيرةٍ صَدقة، وأمرٌ بالمعرُوف صَدقة، ونهيٌ عن المُنكر صَدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهُما من الضّحى”.[1]
فضل صلاة الضحى
فيما يلي بعض فضائل صلاة الضحى:
- في إقامة صلاة الضحى اتباع لسنة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يحرص على إقامتها، ويوصي أصحابه بها، وفي ذلك قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: “أوصَاني خليلِي بِثلاث لا أدعهنَّ حتّى أمُوت: صوم ثلاثة أيامٍ من كلّ شَهر، وصلاةُ الضّحى، ونوم على وتر”.[2]
- تقوم صلاة الضحى مقام التسبيح والتحميد والتهليل والتّكبير.
- تعادل صلاة الضحى 360 مفصلًا لما ورد في الحديث الشريف عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال: “قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: في الإنسَان ثلاثمائةٍ وستون مفصلًا، على كلّ مفصلٍ منها صدقَةٌ، قالوا: يا رسُول اللهِ، وأيُّنا يُطيقُ ذَلك؟ قال: أَلَيسَ يُنحّي أحدكم الأذى عن الطّريق؟ ويُبزقُ في المسجدِ فَيدفنها؟ فَإِن لم يفعل فإِنَّ رَكعتي الضُّحَى تُجزيه.[3]
- في صلاة الضحى كفاية من الذنوب والآفات حتى آخر النهار، حيث ورد في الحديث القدسي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنَّ اللهَ يقول: يَا ابن آدم اكفْني أَوّل النّهار أربعَ رَكعاتٍ أكفكَ بهنَّ آخرَ يومك.[4]
عدد ركعات صلاة الضحى
إن أقل عدد لركعات صلاة الضحى هي ركعتان، فيما اختلفت آراء الفقهاء والعلماء في أكثرها، فذهب بعضهم إلى أنه لا حد لعدد ركعاتها تشهّدًا بحديثٍ عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- حين قالت: “كان النبي -صلّى الله عليه وسلم- يصلّي الفجر أربعًا، ويزيد إلى ما شاء الله”،[5] فيما ذهب جمهورٌ آخر إلى تحديد عدد ركعاتها عند اثنتي عشرة ركعة لحديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله: “من صلّى الضُّحى اثنتي عشرة ركعةً بنى الله لهُ قصراً في الجنة”،[6] فيما أجمع أغلب العلماء أن أفضلها أربع أو ثماني ركعات.
المراجع
- ^ رواه أبو ذر الغفاري في صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم 720
- ^ رواه أبو هريرة في صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم 721
- ^ رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي في الإمتاع لابن حجر، الصفحة أو الرقم 1/126
- ^ رواه عقبة بن عامر في صحيح الجامع للألباني ، الصفحة أو الرقم 1913
- ^ رواه معاذة العدوية في صحيح ابن ماجه ، الصفحة أو الرقم 1143
- ^ رواه أنس بن مالك في خلاصة الأحكام للنووي، الصفحة أو الرقم 1/571