هل يجوز الصلاة في الظلام

أنزل الله -عز وجل- سيدنا محمد بالحق ليبلغ رسالة الإسلام ويُتم الهداية، وفرض الله تعالى على المسلمين فرائض في مقدمتها الصلاة، وجعل لها شروطًا للقبول وطريقة للإقامة، وقد ورد عن النبي المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه- العديد من الأحاديث التي تناولت الصلاة وشروطها ومبطلاتها.

هل يجوز الصلاة في الظلام

ذهب جمهور العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية إلى اعتبار صلاة المسلم في الظلام من الأمور المباحة دون اعتبارها من الأمور المحببة ولا المكروهة، واستشهدوا في ذلك بحديث رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- “فَقَدْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَجَعَلْتُ أَطْلُبُهُ بِيَدِي، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ”^[1] ولعل في هذا الحديث ما يدل على إقامة النبي المصطفى للصلاة في الظلام، ولو كان هذا الأمر مكروهًا أو محرمًا لما قام به نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أن النور ليس من شروط صحة الصلاة.
وفي هذه المسألة ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن لا حرج للمسلم في إقامة الصلاة في مكان مظلم شريطة أن يعرف اتجاه القبلة الصحيح واستيفاء شروط الصلاة الأخرى وعندها لا حاجة للنور أو الضوء لأنه ليس من شروط الصلاة.^[2]
وعند سؤال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن مسألة كراهية الصلاة في الظلام أجاب بأنه حديث لا صحة له والصحيح والأصل أن المساجد والبيوت في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن فيها ضوء تيمنًا بحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “كُنْتُ أنَامُ بيْنَ يَدَيْ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ورِجْلَايَ في قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي، فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، قالَتْ: والبُيُوتُ يَومَئذٍ ليسَ فِيهَا مَصَابِيحُ”^[3]، أما كراهية الصلاة في الظلام فتكون في حال كان المصلي يخاف الظلمة أو تشوش على سكينته و تفكيره في الصلاة.^[4]