يقصد المسلم بيت الله الحرام عند توجهه لأداء فريضة الحج أو العمرة، حيث يجب عليه استكمال أركان كل منها، والتي ذكرها القرآن الكريم وقام بها النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ونقلها عنه صحبه ورواة الحديث، ولعل من بين هذه الأركان السعي بين الصفا والمروة وفق طريقة محددة وشروط للقبول.
طريقة السعي بين الصفا والمروة
بعد إقامة المسلم ركعتي الصلاة عند المقام الإبراهيمي والانتهاء من استلام الحجر الأسود، يبدأ سعيه من الصفا تيمنًا بقول الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف “أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به”، حيث يتوجه المسلم إلى جبل الصفا حتى يشرف عليه، فيذكر قول الله -عز وجل- في محكم كتابه الكريم “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ”، ومن ثم يصعد المسلم فوق جبل الصفا حتى يبصر بعينيه بيت الله الحرام، ومن ثم يستقبل القبلة ويذكر الله -عز وجل- ويكبر ويهلل له ويذكر ما ورد من دعاء عن النبي في هذا الموضع “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده” ويرددها ثلاثًا ومن ثم يسأل الله ويدعوه بما شاء من أمور الدنيا والآخرة.
وبعد إتمام ذلك يبدأ سعي المسلم بالسير بخطوات عادية متجهًا إلى المروة عبر المسار أو الطريق المخصص لذلك مع الالتزام بما فرض من قواعد لسلامة الحجاج والمعتمرين ، وما إن يبلغ المسلم العلم الأخضر يبدأ الهرولة والإسراع في المشي وهو أمر خاص بالرجال دون النساء تيمنًا بما ذكر الرواة والمحدثين عن سعي رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- “ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى” ويستمر المسلم بالهرولة حتى بلوغ المروة فيذكر الله ويهلل ويكبر ويصلي على الحبيب المصطفى ويدعي المسلم الله -عز وجل- فيما شاء سواء من أمور الدنيا أو الآخرة وهو مستقبل القبلة، وبهذا يكون قد أتم المسلم شوطًا من أشواط السعي.
أما عدد أشواط السعي فهي سبعة أشواط، وسعي المسلم من الصفا إلى المروة يعتبر شوطًا وعودته من المروة إلى الصفا شوطًا ثاني، ويكون ختام السعي في الصفا.[1]
شاهد أيضًا: ادعية السعي
شروط السعي بين الصفا والمروة
فيما يلي الشروط التي يجب على المسلم مراعاتها والالتزام بها عند السعي بين الصفا والمروة:
- يجب على المسلم عند السعي بين الصفا والمروة الحرص على إتمام المسار المخصص للسعي وعدم الإنقاص منه، حيث ذهب علماء المسلمين من مختلف المذاهب الإسلامية إلى عدم صحة إنقاص المسلم من المسافة الشرعية المحددة عند السعي.
- إتمام الأشواط السبعة للسعي والالتزام بالبدء بالسعي من الصفا إلى المروة وبالعكس حتى إتمام الطواف في الصفا.
- تقديم المسلم للطواف على السعي تيمنًا فيما ورد من فعل النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمر -رضي الله عنه-:
“إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا طَافَ في الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ، أَوَّلَ ما يَقْدَمُ سَعَى ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، ومَشَى أَرْبَعَةً، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ يَطُوفُ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ”.[2]
المراجع
- ^ binbaz.org.sa، كيفية السعي بين الصفا والمروة، 23/09/2024
- ^ رواه عبد الله بن عمر في كتاب صحيح البخاري، رقم الصفحة أو الحديث 1616