قصة ليلى والذئب كاملة بالصور

رغد منصور7 أغسطس 2024آخر تحديث :
قصة ليلى والذئب

ترتبط الطفولة بالكثير من القصص والحكايا التي يرويها الأهل لأبنائهم في سبيل التسلية والفكاهة، أو من أجل التعلم ومعرفة التعامل الصحيح في المواقف التي تعترضهم في الحياة، مثل قصة ليلى والذئب وغيرها من القصص التي يتناقلها الأجيال لما فيها من إبداع المؤلف ودروس في الحياة.

قصة ليلى والذئب كاملة بالصور

في إحدى الغابات كانت هناك فتاة صغيرة تدعى “ليلى” تعيش مع أهلها، وكان سكان هذه الغابة ينادونها بقلب “ذات الرداء الأحمر” لأنها ترتدي رداءً ذو لون أحمر من الصوف صنعته أمها لها، ولأن ليلى تحب هذا الرداء كانت تظل مرتديةً له، ولا تخلعه أبدًا.
وفي يومٍ من الأيام أرسلت الأم ليلى لزيارة الجدة المريضة، والتي كانت تعيش في منزل يقع في الجهة الأخرى من الغابة، وحضّرت لها سلة من القش مليئة بأصناف متنوعة من الفواكه والطعام الشهي.
وقالت الأم لابنتها: حبيبة قلبي، هيا خذي هذا السلة إلى جدتك المريضة، واحذري أن تتحدثي من أيًا من الغرباء.

قصة ليلى والذئب

أما الجو في ذلك الأثناء، فكان ربيعيًا ساحرًا، وزقزقة الطيور وشدوها يعلو بألحانٍ مميزة ورائعة، وانطلقت ليلى إلى جدتها وهي تمشي برشاقة ونعومة، وتشارك الطيور والعصافير شدوها وغنائها مثل فراشة مزركشة الألوان صغيرة جذابة.

قصة ليلى والذئبوفي أثناء ذلك لاحظ الذئب الشرير صوت ليلى الجميل وباغتها قاطعًا طريقها، ووقف أمامها ملقيًا عليها التحية مع مظاهر من البراءة والطيبة تظهر على وجهه وتخفي خبثه، وفي غفلة ليلى عن نصيحة الأم ونسيانها لذلك بدأت تشارك الذئب الحديث عن الغابة وأخبارها.
بعد برهة من الوقت قاطعت ليلى الحديث وقالت للذئب، أوه، أنا أعتذر منك، فإني على عجلة من أمري.
رد عليها الذئب الماكر: ولماذا العجلة أيتها الصغيرة.
أخبرته ليلى عندئذ أن أمها أرسلتها إلى جدتها المريضة المسنة لتحمل لها هذه السلة المليئة بالطعام والفاكهة.
سألها الذئب: في أي مكان تعيش جدتك يا صغيرتي.
أجابته ليلى: إنها تعيش في الجهة الأخرى من الغابة في كوخٍ صغير.
قال لها الذئب: حسنًا يا صغيرتي، تابعي طريقك، رافقتك السلامة.

قصة ليلى والذئبوبعد أن افترقا وتابعت ليلى سيرها إلى جدتها، بدأ الذئب يفكر في حيلة خبيثة، واستخدم سرعته ومعرفته بتضاريس الغابة للوصول إلى كوخ الجدة قبل ليلى.
وما إن وصل حتى طرق الباب، وعندما سألت الجدة عن الطارق قلد صوت ليلى، وانطلت الحيلة على الجدة التي فتحت له الباب ليباغتها الذئب، ويبتلعها دفعة واحدة حيث كان يتضور من الجوع.

قصة ليلى والذئبولإخفاء نفسه فتح خزانة الجدة وتناول شيء من ملابسها، واستخدم قبعتها ولبس نظاراتها لإخفاء ملامحه؛ ومن ثم نام على فراشها.

قصة ليلى والذئببعد حين من الوقت، وصلت ذات الرداء الأحمر إلى كوخ الجدة، وطرقت باب الكوخ، فطلب منها الذئب الدخول مقلدًا صوت جدتها، عندئذ دخلت ليلى، وسلمت على جدتها وقبلتها، لكن أحست بخشونة غريبة في وجه الجدة.
سألتها ليلى: جدتي، لما وجهك خشن؟
أجابتها: لعل ذلك بسبب المرض يا صغيرتي.
عندئذ بحثت ليلى في جيبها عن مرهم لعلاج وجه جدتها، لكن الجدة رفضت المرهم وأبعدت وجهها.
سألتها ليلى مستغربة: لما تتصرفين معي بقسوة وفظاظة يا جدتي.
أجابها الذئب الماكر مع ابتسامة: أنا آسفة يا صغيرتي، يبدو أن المرض سبب ضيقًا في خلقي.
استغربت ليلى خشونة صوت جدتها وقالت لها: وصوتك يا جدتي قد أصبح خشنًا.
فأجابها الذئب: لعل ذلك بسبب الزكام يا عزيزتي، وطلب منها أن تخرج ما في السلة من طعام.

قصة ليلى والذئبلبّت ليلى طلب جدتها، وجلست على مقعد صغير، ثم فتحت السلة، وأخرجت ما بها من الفطائر، وقطع الجبن الشهية، وقدمتها لجدتها مخاطبةً إياها: تفضلي هذا الطعام يا جدتي الغالية.
وعندما فتح الذئب الماكر فمه لتناول الطعام رأت ليلى أنياب الذئب وفمه الكبير، ومع استغرابها سألت جدتها: أوه، ما الخطب حتى تحولت أسنانك الصغيرة يا جدتي إلى أنياب كبيرة؟
ومع سؤالها هذا أحست ليلى بأن هناك شيء مخيف ومريب في الأمر، وعلمت أن الذي في السرير ليس بجدتها، وحاولت الهروب خارج الكوخ، لكن الذئب الماكر تمكن بقفزة واحدة من الإمساك بها، وابتلاعها دفعة واحدة.

قصة ليلى والذئب

وبعد أن ابتلع الذئب كلًا من الجدة وليلى أحس ببطنه قد امتلأ ولم يقوَ على المشي، فجلس تحت شجرة كبيرة ليأخذ قسطًا من الراحة والنوم قبل متابعة الطريق، أما الطيور على الشجرة كانت تراه وهو يبتلع ليلى أثناء محاولتها الهروب.
وأثناء نومه وصوت شخيره القوي لاحظ صيادٌ هذا الصوت من بعيد، وتوجه مباشرة إلى كوخ الجدة للاطمئنان عنها، ولكن فوجئ بباب الكوخ مفتوحًا وعند دخوله لم يجد أي أثر للجدة في الفراش، فخرج باحثًا عنها، وأثناء ذلك لاحظ وجود الذئب النائم تحت الشجرة، وقد أعياه التعب وانتفخ بطنه، ومع استمرار الصياد بالسؤال أين الجدة، خرجت الطيور التي في الشجرة من عشوشها وأوكارها، وأخبرت الصياد بأن الذئب هو من ابتلع ليلى، فأخرج الصياد على الفور الخنجر من جيبه، وبدأ بشق بطن الذئب وهو نائم، وتفاجأ الصياد بوجود كلٍ من ليلى وجدتها في بطن الذئب وهما متعانقتان، فأخرجهما الصياد من بطن الذئب، وحمد الله على أنهما على قيد الحياة.
ومع هذا الموقف النبيل من الصياد توجهت الجدة وليلى بالشكر له لإنقاذهما من الذئب الشرير، وقدمت له الجدة لوحة جميلة كهدية لما فعله، وقبل الصياد الهدية، وأخذ الذئب الماكر المقتول، وعلقه على إحدى الأشجار وسط الغابة ليكون درسًا وعبرةً لغيره ممن يفكرون بالغدر والخبث، وينوون إيذاء سكان الغابة أو الاعتداء عليهم، وأما ذات الرداء الأحمر، فكان هذا درسًا عظيمًا لها سيبقى في ذاكرتها مدى الحياة، حيث تعلمت أن تعاليم ووصايا الوالدين يجب الالتزام بها وعدم مخالفتها، والتعلم من النصائح التي تُقدّم لها للحفاظ على السلامة والسعادة في الحياة.[1]

المراجع

  1. ^ academia.edu، Layla and the Wolf، 07/08/2024
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة