يعتبر شرب ماء زمزم من السنن التي تناقلها المحدثون والرواة عن الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن عاصره من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين-، ومع أن شرب هذا الماء وحده دون تضلع هو شي مبارك وعظيم، إلا أن المسلمين يحرصون على التضلع به بنية الخير أو الشفاء أو النجاح وغيرها سواء لأنفسهم أو لإخوانهم.
كيفية التضلع بماء زمزم بنية الشفاء
فيما يلي طريقة تضلع المسلم بماء زمزم بنية التداوي من المرض والشفاء منه:[2]
- قيام المسلم بالتوجه إلى الكعبة واستقبال وجهتها قدر ما أمكنه ذلك.
- تناول المسلم كوب ماء زمزم باليد اليمنى.
- جلوس المسلم، حيث كان الرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- ينهى المسلمين عن الشرب وهم واقفون.
- استحضار المسلم لنية هذا التضرع وهي الشفاء من السقم والمرض.
- شرب الماء بشكل دفعات ثلاث مع التسمية عند شرب كل دفعة وإتمام الشرب حتى بلوغ ماء زمزم أضلع الجسم أو حد امتلاء البطن.
- حمد الله -عز وجل- والثناء عليه مع كل رشفة ماء.
- بعد الانتهاء من الشرب يدعو المسلم لله تعالى بما شاء ويذكر حاجته من الشرب وهو التداوي والشفاء؛ مما أصابه من مرض.
- من المستحبات عند التضلع بماء زمزم أن يبلل المسلم وجهه ورأسه وصدره بالماء تيمنًا بما ورد في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في ذكر حجة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- “ثم ذهب إلى زمزم، فشرب منها وصب على رأسه”.[1]
- ومما يستحب عند التضلع بهذا الماء المبارك النظر إلى الكعبة المشرفة عند الشرب.
حكم التضلع بماء زمزم
إن تضلع المسلم بماء زمزم من الأفعال المستحبة وليست بالواجبة، وإن القيام به ليس حصرًا للحجاج إلى بيت الله الحرام، بل هو متاح مستحب في مختلف الأوقات، أما التضلع بماء زمزم، فهو شربه حتى الارتواء منه وامتلاء الجنب والأضلع، وفي هذا الأمر ذكر النووي في كتابه المجموع:
“قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالأَصْحَابُ وَغَيْرُهُمْ: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْهُ، وَأَنْ يَتَضَلَّعَ مِنْهُ -أَيْ يَتَمَلَّى- وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَهُ لِمَطْلُوبَاتِهِ مِنْ أُمُورِ الآخِرَةِ وَالدُّنْيَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَهُ لِلْمَغْفِرَةِ أَوْ الشِّفَاءِ مِنْ مَرَضٍ وَنَحْوِهِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ إنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَك -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ اللَّهُمَّ إنِّي أَشْرَبُهُ لِتَغْفِرَ لِي، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لِي أَوْ اللَّهُمَّ إنِّي أَشْرَبُهُ مُسْتَشْفِيًا بِهِ مِنْ مَرَضٍ، اللَّهُمَّ فَاشْفِنِي) وَنَحْوَ هَذَا، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَنَفَّسَ ثَلاثًا كَمَا فِي كُلِّ شُرْبٍ، فَإِذَا فَرَغَ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى”
وذكر العديد من المحدثين والعلماء مثل ابن باز والشوكاني وبن عثيمين فضل التضلع واستحبابه للمسلمين.[3]
المراجع
- ^ رواه جابر بن عبد الله في كتاب مسند أحمد، رقم الحديث أو الصفحة 14243
- ^ shamela.ws، كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني، رقم الصفحة 112، 05/08/2024
- ^ islamqa.info، الشرب من زمزم مستحب وليس واجبا، 05/08/2024