جدول المحتويات
الأب هو أحد أعمدة الأسرة وأحد الشخصيات الرئيسية في حياة الأبناء، ودوره يتجاوز توفير الاحتياجات المادية ليشمل الجوانب العاطفية، النفسية، والتعليمية، وعلاقة الأب بأبنائه مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم، ويساهم دور الأب بشكل كبير في تكوين شخصية الأبناء وتوجيههم نحو مستقبل ناجح ومشرق.
شعر عن الأب الله يطول بعمره
فيما يلي شعر عن الأب الله يطول بعمره:[1]
قصيدة نعمة الأب
-
حَبلُ الأبوة بالتكريم متصلُ
وقطعُه يجعل الإنسان يُبتذلُ
تشقى البُنوة إن فاتت أبوتها
وباللقيطِ هل الحياة تحتفل؟
يحيا اللقيط ذليلاً رغم عِزته
ولا يكون له بين الوَرى ثِقل
ويزدريه من الأنام أراذلهم
لأن ميزانهم يشوبه الخلل
ولا يُشَفع في الأمور يطرقها
ففي شفاعته يعشعش الفشل
ولا يُزوّج من أصيلةٍ شمختْ
بأصلها ، حيث بالكرام تتصل
ولا يُقَر على حق يدين به
إذ إنه عند جُل الناس مختبل
ولا يطاع له أمرٌ رآه هُدىً
لأنه عندهم فردٌ به خطل
ولا يُؤمّر في أهل ، ولا سفر
وليس يُسند في يوم له عمل
ولا يُخوّل سلطاناً يسود به
والدار سجنٌ ، وكل الأرض معتقل
والعيش ذلٌ ، فلا عزٌ ولا شرفٌ
وإن يكن أسَداً ، فإنه حَمَل
ويأكل الناس رغم الأنف سُمعته
وسيء الصيت لا يسمو – به رجل
ويستبد به تشويهُ مَن طعنوا
فيستكين لمن – بشأنه هزلوا
ويسرق الناسُ آمالاً تداعبه
إذ إنه هدفٌ يؤذيه من سَفلوا
يدين بالفضل للصِّيد الألي عطفوا
على رضيع بدمع الخِزي يكتحل
والبر يجتر ما حَوَت لفافته
خلف الجدار لديه الدودُ والجُعَل
يلوكُ من قسوة الحياة أشرسها
من بعد ما ضاقت الحُلول ، والوُسُل
يبكي ، وتخنقه أناتُ وحدته
وجُرحُه ليس – بالنحيب يندمل
يرثي الأبوة قد ماتت طهارتها
وفوق خديه دمعُ العين ينهطل
ويشتكي لمليك الناس كُربته
إذ البريءُ على القدير يتكل
ويستكين لحال بائس لجب
قد خطه اثنان في عقليهما خَبَل
والغيبُ محتفظ بما سيلحقه
من البلاء ، إلى أن يَكمُل الأجل
والعائداتُ على الجبين قد سطرتْ
وقلبه في مَريع الوجد محترقٌ
وعزمُه في جوى الضياع منجدل
وتستبد به في المهد أسئلة
ولن يُجيب على إلحاحها الجدل
ماذا تخبئ لي الأيام من محن؟
وهل لمثلي على البلا حِيَل؟
وكيف أقوى على إيقاف ألسنةٍ
أمست بعِرضي وما ألقاه تشتغل؟
تُمسي حِداداً على حال بُليتُ به
وليس يصرفها زجرٌ ، ولا وَجَل
ماذا أقول إذا ما قيل أين أبٌ؟
وأين قومٌ له همومَه حملوا؟
وأين عمٌ له يُجل نسبته؟
فبالقرابة بعضُ الضنك يرتحل؟
هذا الرضيعُ بعار الذنب متسخٌ
والعار باق ، وإن تقلُو الفتى العِلل
يدين بالشكر مجبوراً لمنقذه
من الهلاك ، فيا بُشرى الألي كفلوا
ويذكر الفضل قد جاد الكِرام به
والمحسنون لهم على الورى نبُل
والعُرف يبقى وإنْ أهلُ السخا ذهبوا
ولا يمارسه الأخياسُ والسفل
ونعمة الأب جاهٌ عز جانبه
وبالأب الفذ دوماً يُضرب المثل
وبالأب الشهم تُبني كل مَكرُمةٍ
في نفس كل فتىً ، وبعدُ يَعتدل
وعنه يدفع أعداءً به ظفروا
وعطفه في دنا أهل الشقا ظلل
يشقى ليُسعده ، ولا يُعنفه
ودَوْره بسنا الأخلاق يَكتمل
به يُفاخر مَن أولادُهم همجٌ
لأن آباءهم في دَورهم فشلوا
إن الأبوة نبراسٌ له ألق
ومن مناقبها الأخلاقُ والمُثل
شتان بين زنيم لا أصول له
وبين ذي نسَب بالصِّيد يتصل
لذا أوَصّي الذي يعُقّ والده
أن يستقيم ، فأيامُ الفتى دول
كما يَدين يُدان ، فلا يُغر بما
أملاه رب الورى ، سينتهي المَهل
وسوف يُقتص منه ، اليوم قبل غدٍ
لأن كل أب لله يبتهل
لو كان لي بين آلاف الرجال أبٌ
ما كان لي عن سنا تكريمه حِوَل
ولاحترمتُ نعالاً كان يلبسها
لكي أوقره ما عاش ينتعل
ولانبريتُ له في كل نائبةٍ
أعينه ، إنما جميله جَلل
ولاحتفيتُ به مُقبلّاً يده
ولا توفي جميل الوالد القُبَل
كم آيةٍ في كتاب الله تكبرُه
وكم أبانت حقوق الوالد الرسل
وليس يُعصى أبٌ في الأمر يأمره
والأمر إما عصى فليس يُمتثل
وكم فتىً خصه – بالفضل والده
فلم يَشُبْ سعيَه هزلٌ ، ولا زلل
إذ الأبوة تكليفٌ وتربية
وعِبئها في الورى كأنه الجبل
يا رب أكرمْ أباً أعطى بلا مَلل
واهد الذي عاقه عن بذله المَلل.
قصيدة يا أيها الأب المكرم التقي
-
يا أيها الأب المكرّم التقي
والكاهن الموسوم بالعلم النقي
إسمع نصيحةً تفيدك الرضا
في الاعتراف قد حكت نوراً أضا
يا كاهناً مُعَرِّفاً قد اقتضى
أنت الصديق والطبيبُ ذو القضا
عليك أن تعرِفَ نوعَ المعترفْ
كذا ورُتْبَتْهُ ومِهْنَتْهُ تَصِفْ
إن كنت ممنوعاً ولن تُعَرِّفا
فليس من حقك أن تُعَرِّفا
ولا تَحُل من الخَطا ما حُفِظا
للرؤسا استعمالُه كن يقظا
لكن عند الموت لن تمتنعا
فَحُلَّ ممنوعاً ومُدنِفاً معا
وإن تَحُلَّ ميِّتاً قد انفصلْ
تَخْطأْ خَطاءً مفرِطاً كمن قتلْ
في كل سرٍّ هيئةٌ محصورهْ
قد رُكِّبت من مادةٍ وصورهْ
ندامةٌ للاعتراف مادَّهْ
قريبةٌ والإثم صاحِ باعِدَهْ
وصورة الحل بلفظٍ موجزِ
تأثيره يأتي بفعلٍ معجزِ
أنا أحُلُّكْ من خطاياك وقل
من بعد ذا بسملةً واقصد تَحُلْ
هذا وسل معترِفاً ما يؤمنُ
إن كنت لا تدري ودعه يذعنُ
ولا تدعهُ يذكرُ اسمَه ولا
إسمَ الذي شاركه إذ جهلا
واستخبرنْهُ مُعلناً متى اعترفْ
وهل وفَى القانونَ وافرِزْ ما اقترفْ
ولا تكن في الإبتدا مستغربا
من إثمه كي لا يُرَى مستحجبا
تأنَّّ في إقراره مستمهِلا
ولا تكن في سمعه مستعجلا
إن كان أخفى في اعترافٍ ما خطا
قصداً فدعه بعد نصحٍ أنشطا
بأن يعيد كلَّ ما به اعترفْ
من بعد إخفاء الذي منه سلفْ
إلا إذا النسيان عم الملتزِمْ
من بعد فحص ذهنه لا يلتزمْ
والزِمْهُ حينَ قلبهُ ما أُصلِحا
بإعترافٍ شاملٍ كي ينجحا
وأن يُمِدَّ ذاكراً ما أجرما
كمّاً وكيفاً ثم نوعاً معهما
والزِمْهُ ترجيعَ الذي قد سرقا
ورَدَّ عِرْضٍ ثوبَهُ قد مَزَّقا
إن كان عاجزاً عن الرد اقتفِ
إقرارَه وعداً متى يَقدرْ يفِ
ونَدِّ منه ثم الزم فعلهُ
كفّارةً من قبل أن تَحُلَّهُ
ولا يكن قانونه رخيّا
إذاً ولا مستصعَباً بطيّا
فالصوم ضدُّ شهوةٍ والصدقهْ
تقاوم الفعلَ وطِعْ توما الثقهْ
كذا الصلاةُ تبعدُ الأفكارا
وهذه كفارة النصارى
إن كان قانوناً ثقيلاً وَضَعَهْ
معلِّمٌ غيرك رُمْ أن ترفعهْ
إلّا بشرط أن يقر المعترفْ
بذلك الإثم الذي فيه قُرِفْ
ولا تَحُلَّ مُدنِفاً ما لم ترى
منه إشارة الندامة أرى
ولا تحُلَّ تحت شرطٍ نادما
زمانُه مُستقبِلٌ كن عالما
إن كان أمرٌ مشكلٌ لك اعترضْ
في الإعتراف سل إذا رُمت الغرضْ
وإن سُئلت عن الخطايا معترف
فانكُرْ وقل بل جيّداً هوْ يعترفْ
و تخاطب بعدُ من لك اعترفْ
عمّا جنى إلا بإذنه وخَفْ
واسترشد الروحَ المعزِّي الهاجسا
واستنجدِ الآن الملاك الحارسا
مستشفعاً بمريم البكر التي
ما أمَّها ذو محنةٍ إلّا رتيفا
حفظ حبيبي هذه الأرجوزه
فضمنها فوائدٌ مكنوزه
واغفر لمنشيها وحاوي شملها
طوباك يا من قد سعى في فعلها
والحمد للَه لما أوتينا
حمداً يدوم دائماً آمينا.
قصيدة بأبي وجه مضيء
-
بأبي وجهٌ مضيءٌ
ولباسٌ بَرْمَكيُّ
وفَتِيٌّ حسنُ القا
مةِ والقَدِّ سَرِيُّ
فيه تأنيثٌ وتَخني
ثٌ وحلمٌ أحْنَفيُّ
ومُحالٌ يعشقُ التخ
نيثَ إلا حَلَقِيُّ
قيل لي إنَّ أباه
شِيروِيٌّ نبطيُّ
فلئن كان كما قي
لَ فجِسمٌ نَبَويُّ
لأبيهِ فيه لا شكْ
كَ شَرِيكٌ هاشميُّ.
قصيدة أبي
-
غَضَّ طرفاً عن القمرْ
وانحنى يحضن التراب
وصلّى…
لسماء بلا مطر ,
ونهاني عن السفر !
أشعل البرقُ أوديهْ
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديم.. ويخلق الأشجارا
جلدُهُ يندفُ الندى
يدهُ تورقِ الشجرْ
فبكى الأفق أغنيهْ :
كان أوديس فارساً…
كان في البيت أرغفهْ
ونبيذ, وأغطيه
وخيول , وأحذيهْ
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجرْ:
غُضَّ طرفاً عن القمر
واحذر البحر .. والسفر !
يوم كان الإله يجلد عبدَهْ
قلت : يا ناس ! نكفُر؟
فروى لي أبي..وطأطأ زنده
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكرُ
خالق الجرحُ لي أنا
لا لميْت .. ولا صنمْ
فدع الجرح والألم
وأعِنّي على الندم !
مرَّ في الأفق كوكبُ
نازلاً… نازلاً
وكان قميصي
بين نار’ وبين ريحْ
وعيوني تفكِّرُ
برسوم على التراب
وأبي قال مرة :
الذي ما له وطن
ماله في الثرى ضريح
.. ونهاني عن السفر.