جدول المحتويات
يعتاد الكثير من الناس في طفولتهم وشبابهم على الاستماع إلى القصص والحكايات المميزة والمثيرة قبل النوم، والتي تتنوع في مضمونها واتجاهاتها مثل الرومانسية والمغامرات وغيرها، وتساعد هذه العادات على استرخاء الجسد والذهاب بالخيال إلى عالم آخر مرتبط بأحداث القصة والشغف التي تحمله.
حكايات قبل النوم للكبار
فيما يلي مجموعة مميزة من القصص والحكايات الخاصة بالأشخاص الكبار قبل النوم:[1][2]
حكاية خيال قبل النوم للكبار | قصة “لعنة بولوك” | يحكى في قديم الزمان، أن عجوز وابنتها كانتا تعيشان في قرية ريفية صغيرة، ومع ذلك كان الاختلاف بينهما كبيرًا في الطبع، فالعجوز مجتهدة ونشيطة في عملها، بينما ابنتها كسولة وذو شخصية أنانية، وكان لهما ثور يلقب بولوك، تحرص العجوز على الاعتناء به، بينما ترى ابنتها أن الحيوانات قد خلقوا لخدمتهم لا لكي تخدم هي الحيوانات، لم تكن تهتم العجوز برأي ابنتها، بل كانت تحرص يوميًا على أخذ الثور إلى بركة قريبة من المنزل لتنظيفه وكذلك ليروي عطشه، في هذا الوقت كانت الابنة تقضي وقتها بين الأكل والنوم، وفي أحد الأيام أصاب العجوز مرض جعلها عاجزة عن اصطحاب الثور إلى البركة، فخاطبت ابنتها “يبدو الجو شديد الحرارة اليوم يا عزيزتي” ثم تابعت العجوز كلامها: “لا بد أن الثور قد انتابه العطش” ولتشجيع الابنة على ذلك دفعت العجوز ببعض الحلوى اللذيذة لابنتها لتتناولها أثناء شرب الثور للماء، أبدت الفتاة موافقتها أمام والدتها العجوز، وأخذت الثور، ولكن بعد أن غابت عن نظر العجوز قامت الفتاة الكسولة بربط الثور إلى جذع شجرة، وأخرجت قطع الحلوى وبدأت بتناولها، وأثناء ذلك خاطبها الثور، وقد انتابه العطش الشديد: “أرجو أن تسارعي في طعامك لما أعد أقوى على تحمل العطش” ولكن لم تأبه الفتاة لخطاب الثور، بل عادت به إلى المنزل بعد أن فرغت من تناول الحلوى، وأخبرت والدتها بأنها أخذت الثور إلى البركة، وتركته حتى اكتفى من السباحة والشرب، في المقابل انتاب الثور الكثير من الغضب عند سماع حديث الفتاة، وأصابها بلعنة بأن تكون ولادتها التالية على هيئة طائر الشاتاك، والمعروف أن هذا الطائر لا يشرب إلا من ماء المطر، وينتظر نزوله طوال العام مع وجود مصادر كثيرة لشرب الماء غير المطر، وتحققت لعنة بولوك عند الولادة التالية للفتاة. |
حكاية لتعلم الحكمة قبل النوم للكبار | قصة “مزاج سيء” | يحكى أنه كان لأب طفل صغير معروف بمزاجه السيء وسرعة غضبه وردة فعله السيئة، وفي يوم من الأيام أعطى الوالد لابنه كيسًا مملوءًا بالمسامير، وطلب منه أن يدق في جدار المنزل الخشبي مسمارًا واحدًا في كل مرة يغضب بها ويفقد أعصابه، وافق الطفل على كلام أبيه وبالفعل دق في اليوم الأول فقط سبعة وثلاثون مسمارًا في جدار المنزل الخلفي، يومًا بعد يوم ازدادت قدرة الابن على تمالك أعصابه، وتمكن من السيطرة بشكل كبير على غضبه، وشيئًا فشيئًا تحسنت حال الطفل إلى اليوم الذي لم يدق به ولا مسمارًا واحدًا في الجدار، فقد أصبح قادرًا على كبت غضبه، أخبر والده بالأمر وهو مسرور جدًا، لكن أباه فاجأه بطلب آخر حينما أخبره بأن عليه أن يزيل مسمارًا أحد المسامير التي وضعها في الجدار في كل مرة يتمالك غضبه، ويتحكم في أعصابه، وبعد عدة أيام أخبر الابن والده أنه أزال جميع المسامير في الجدار، عندها طلب منه والده أن ينظر إلى الثقوب التي خلفتها المسامير في خشب الجدار، وأخبره بأن هذه الثقوب شبيهة بالأثر الذي يتركه الغضب في نفوس الآخرين، حيث لا يمكن علاجه أم مداواته بمجرد زوال الغضب. |
حكاية ذا مغزى قبل النوم للكبار | قصة “المالك الشرعي” | في إحدى القرى الريفية كان يعيش مزارع يدعى جوبال، وكان له بقرة يرعاها تدر لها الحليب الوفير والرزق الكثير، وفي يوم من الأيام نضب حليب البقرة وظن جوبال أنها لن تتعافى من حالها، فتركها خارج المنزل، عندها حزنت البقرة، وعاهدت أنها لن تعود إليه أبدًا، وأثناء سيرها فقدت وعيها، ولاحظ وجودها مزارع طيب ولطيف يدعى دارما، والذي اصطحب البقرة إلى حظيرة منزله، واعتنى بها حتى استعادت عافيتها، ولم يمض من الوقت الكثير حتى وضعت البقرة عجلًا صغيرًا، وداوم دارما على الاعتناء بالبقرة والعجل، والتي كانت تدر له الكثير من الحليب ذو النوعية الممتازة، وبدأ دارما ببيع حليب البقرة، وأصبح ذا شهرة وسيط واسع في منطقته، وزاد في الثروة والمكانة، حتى إن بقرته صارت حديثًا بين الناس، وأحس جوبال إن هذه البقرة هي بقرته التي تركها فهو يعرف ما كانت تقدمه له ونوعية حليبها، فما كان منه إلا أن ذهب إلى دارما، وطلب منه استعادة بقرته إلا أن طلبه قوبل بالرفض، فشكى جوبال أمره إلى مدير القرية، وقص عليه حكاية البقرة، وعند بت المدير بقضية البقرة أوكل لها أن تختار صاحبها بنفسها، فابتعدت البقرة عن جوبال، وذهبت إلى دارما ولعقت يده، وهنا عرف الجميع الفرق بين أنانية وجشع جوبال، ولطف وشهامة دارما. |
حكاية واقعية قبل النوم للكبار | قصة “عد الحكيم” | في الزمان الغابر كان هناك مملكة يحكمها إمبراطور معروف بفطنته وشدة حيلته حيث كان كثير الألغاز في بلاطه وبين رجاله، وكانت في أسئلته من الحبكة والصعوبة ما يتطلب الكثير من الذكاء والفطنة ورجاحة التفكير، وفي يوم من الأيام استعصى على جميع الحاضرين في بلاطه حل لغزه الغريب حيث كانت الرؤوس تنحني واحداً بعد الآخر عاجزة عن حل المسألة، أما سؤاله فكان كم عدد الغربان في هذه المدينة، وصادف هذا العجز عن الإجابة بين الحضور دخول شاب يدعى بيربال، وهو شخص معروف بفطنته، وعمق تفكيره وحكمته، فاستأذن الإمبراطور بالإجابة وحل اللغز، فأوحى له الامبرطور بذلك، حينها قال بيربال: “إن عدد الغربان في هذه المدينة هو خمسون ألفًا وخمسمائة وتسعة وثمانون غرابًا يا سيدي”، تعجب الإمبراطور من إجابته وسأله: “ما الذي يؤكد لك صحة إجابتك؟”، فأجابه بيربال: “سيدي، يمكنك جعل رجالك يحسبون عدد الغربان في المدينة، فإن كان عددها أكثر من ذلك فإن بعض الغربان أتت لزيارة أقاربها في هذه المدينة، وإن كان عددها أقل من ذلك فإن بعضها الآخر ذهب لزيارة أقاربه خارج المدينة”، أعجب الإمبراطور بذكاء بيربال، وانتابته السعادة بعدما أحسه من الغبن من غباء من حوله. |
حكاية واقعية قبل النوم للكبار | قصة “جميل بثينة” | عُرف بين العرب قديمًا شخص يدعى جميل بن معمر، وكان من الشعراء المعروفين خاصة في زمن الدول الأموية، أحب جميل فتاة تدعى بثينة وهي من بنات قومه، وزاد عشقه وهيامه بها حتى خط فيها الكثير من القصائد والأبيات الغزلية، كان لقاؤهما بعيدًا عن قومه في الخلاء حيث يتبادلان الحب وكلمات الغزل حتى شاع سيط حبهما بين سكان القبيلة، والتي اعتاد سكانها منذ القديم على عدم تزويج الفتاة لشاب شاع نبأ حبهما لبعضهما حيث كان يعتبر ذلك عيبًا كبيرًا، ولهذا فقد لجأ والد بثينة إلى الوالي لإبعاد جميل عنها، فاستجاب الوالي طلبه، وأحل دم جميل إذا اقترب من بثينة، وما أن سمع جميل بالخبر حتى فرَّ هاربًا خارج قبيلته تاركًا في قلبه الكثير من مشاعر الحب والهيام لحبيبته، ومع أن والد بثينه قد أجبرها على الزواج بشخص آخر، إلا أن قلبها كان معلقاً بحب جميل والذي كانت تواعده سرًا، وحين عرف زوجها بالأمر شكاها إلى أبيها، فأهدر والدها دم جميل مرة أخرى، عندها ودع جميل حبيبته بثينة وتوجه إلى مصر واستقر فيها، ومع ذلك لم يكن البعد قادرًا على محو حب بثينة والشوق لها من قلب جميل الذي نظم قبل وفاته العديد من القصائد التي تحكي مدى حبه وهيامه بحبيبته بثينة، وبقيت هذه القصة جيلًا بعد جيل رمز للحب الصادق والمخلص. |
حكاية واقعية قبل النوم للكبار | قصة “جحا والعشر حمير” | يحكى أنه في أحد الأيام أراد جحا شراء عدد من الحمير، فذهب إلى سوق الحيوانات، واشترى عشرة منها، وفي طريق عودته إلى المنزل ركب أحد الحمير، وجر الباقي معه، وفي خلال مسيره توقف لتفقد الحمير، وبدأ بعدها فوجدها تسع حمير فقط، وكان قد نسي أنه يركب أحدها ولم يعدّه، فلما نزل عن الحمار، وأعاد عدها وجدها عشر حمير، فانتابه التعجب والحيرة في الأمر، وبعد أن أعاد العد لمرات ومرات قرر أن يتابع مسيره إلى منزله على قدميه وقال: “أن أمشي إلى بيتي على قدمي، وأربح حمارًا خيرٌ لي من أن أركب إحداها وأخسر حمارًا”. |
المراجع
- ^ thehindubusinessline.com، Bedtime stories for adults، 14/07/2024
- ^ english-for-students.com، Moral Stories، 14/07/2024